أنا… وأبى

لم تحظَ باهتمام أبيها فى الحقيقة فحصلت عليه لنفسها فى الصورة. تالا فتاة مراهقة تعيش مع أمها المنشغلة بكتبها ودوراتها حتى أنها تقوم بالقراءة أثناء الطبخ. أما أبوها فمنفصل عن أمها ويسكن فى مدينة أخرى، يسكن فى بيت هو نفسه الأستوديو الخاص به مع ابن زوجته الثانية “جمال” والذى يعمل معه كمساعد له، فأبوها مصور شغوف بعمله شغفاً.

قررت تالا أن تقصر شعرها جداً حتى تلفت نظر أبويها، فالإنسان إذا لم يحصل على الاهتمام الذى يحتاجه وخاصة فى طفولته فسوف يظل لديه جوع للحصول على هذا الاهتمام عندما يكبر وبأى شكل. تعاملت الأم مع الأمر ببرود شديد، أما أبوها فعندما أتى تعجب وضاق بذلك ولكن الأم هدأته قائلة بأن مثل هذه التصرفات طبيعية فى سن تالا.

اصطحب الأب تالا لتقضى معه أسبوعاً، كانت تالا تتصور أنها أخيراً ستستطيع أن تقضى بعض الوقت مع أبيها، ولكن أحلامها ذهبت مع رياح الواقع التى كانت تنقل أبيها الشغوف بعمله من مكان إلى مكان. كانت الفتاة ذكية فقررت أن تتقرب إلى أبيها وأن تقول له ما تريد أن تقوله بلغته، وهى الصور الفوتوغرافية فقد كان الأب المصور يرى أن الكاميرا تستطيع أن ترى أشياء لا يراها الإنسان وتسجل لحظات لا يعيها. وقد دفعنى تصرف تالا إلى التساؤل عمن المفترض أن يقوم بالتقرب إلى الآخر: الآباء أم الأبناء؟ فى رأيى أنه بالأساس دور الآباء وخاصة فى سنوات الطفولة والمراهقة لدى الأبناء، ويستطيع الأبناء أن يقوموا بهذا الدور عندما يصلون إلى مرحلة من النضج تمكنهم من ذلك. هذا النضج سيساعد عليه الحصول على الاهتمام الكافى من الآباء فى سنوات النمو وكأنه رصيد يضعه الآباء فى قلوب الأبناء ليستطيع الأبناء الاعتناء بأنفسهم وبالآخرين عند الكبر. حرمان الإنسان من هذا الاهتمام لا يمنع نضجه بالطبع ولكنه يعطله وربما يجعله أصعب.

المهم، تعلمت تالا التصوير على يد “جمال” وخرجت تتبع أباها دون أن يراها وأخذت تلتقط له صوراً عديدة، كان من ضمنها صورة له وهو يتكلم مع أحد فاتحاً ذراعيه حيث كان يصف حجم إحدى صوره. واشتركت “تالا” بهذه الصورة (بعد أن أجرت عليها تعديلاً بمساعدة “جمال”) فى مسابقة للتصوير الفوتوغرافى أقامها أحد المعارض، واشترك أبوها فى نفس المسابقة. وفى يوم إعلان النتيجة ذهب الأب ومعه “تالا” و”جمال”، وأزيح الستار عن الصورة الفائزة وكانت صورة الأب فاتحاً ذراعيه ومقبلاً نحو “تالا” وكأنه يحتضنها.. لقد كان هذا هو التعديل الذى أدخلته “تالا” على الصورة التى حققت فيها ما لم تستطع تحقيقه فى الواقع.

بعد أن عشت مع “تالا” كل هذه الأحداث وتأثرت بمشاعرها، تكشف لنا الكاتبة أن هذا كان حلماً! ولكن الحلم بدأ يتحقق فقد قصرت “تالا” شعرها فعلا وجاء أبوها ليأخذها معه لقضاء بعض الأيام سوياً، وفى الطريق عبرت له عن مشاعرها نحوه واحتياجها إليه وكان من ضمن ما قالت: “أنا أحتاج إليك… أنا لست خائفة لكنى أريد أن يمسك أبى بيدى”وبينما كانت تواصل حديثها اقترب منها أبوها وهو يفتح ذراعيه على اتساعهما فارتمت تالا بين ذراعى أبيها، ظلا متعانقين وقد يظن البعض أنه أمام صورة فوتوغرافية رائعة…

لقد أمسكت بالقصة فلم أستطع وضعها من يدى حتى أنهيتها فى حوالى ساعتين، الأسلوب سلس، ومختلف من حيث أن الكاتبة تنوع فى الراوى، بالإضافة إلى قدرتها الرائعة على وصف مشاعر تالا وأفكارها فى مختلف المواقف..

تأليف: فراسيس روال، ترجمة منى سمير، دار إلياس العصرية للطباعة والنشر

أصلها متعودة!

منذ أيام قليلة كنت فى محطة المترو، وسعدت بوقوف الناس فى طابور أمام شباك التذاكر فأخذت دوررى ولكن “الحلو مايكملش” فقد بدأ البعض يأتون من خارج الطابور إلى الشباك مباشرة ليشتروا تذاكرهم وينصرفوا، ولم يتكلم أحد ممن يسبقوننى فى الطابور، وهو ما استفزنى جداً ولم أرغب فى ترك مكانى فى الطابور لأذهب إلى هذا الذى يتخطى دوره، ثم رأيت من ضمن هؤلاء المتخطين طفلة فقلت لابد أن معها أمها أو أباها فنظرت ورائى فإذا بأمها تقف منتظرة ابنتها خارج الطابور، فتحدثت إليها بأن عليها أن تقف فى الطابور لأننا كلنا مرتبطون بمواعيد ونريد أن نقضى مصالحنا، فجاء ردها بكل برود ولامبالاة: “أصلها متعودة” (!) فقلت لها بغيظ هادئ: “معلش لو متعودة على حاجة مش صح، تتعلم!”

طبعا فى أثناء هذا الحوار التربوى كانت الطفلة قد عادت إلى أمها ظافرة بالتذاكر، وهنا وجهت كلامى إلى من يتقدموننى فى الطابور بألا يسمحوا لأحد أن يتقدمهم، فرد علىّ أحد الرجال بأنه يجب أن يكون هناك طابور للرجال وآخر للنساء وأنهم لا يحبون أن يعترضوا النساء. لم أنتبه ما إذا كان كل من تجاوزوا الطابور من النساء أم كان من بينهم رجال، ولكننى أخذت بمنطق الرجل فخرجت من الطابور واشتريت التذكرة وانصرفت.

أكثر شئ استفزنى فى الموضوع فهو رد الأم وملامح وجهها وهى تقول لى “أصلها متعودة”. فقط أريد أن أعرف هل يشعر المربون بعظم الدور الذى يقومون به؟ وهل يعلمون أن التربية مواقف وسلوكيات وليست فقط توجيهات مباشرة؟ وهذا الفيديو قد يجسد هذا المعنى بوضوح:

قد لا تحدث الأمور فى الواقع بهذه الطريقة المباشرة والفورية كما فى “الفيديو” ولكن المؤكد أنها تحدث.

الطريف أننى عندما حكيت هذا الموقف لأحد الأشخاص، جاءنى الرد كالصاعقة: وأنا ليه أقف فى الطابور أصلاً؟ وليه يكون فيه طابور أصلاً؟ (!!!!)

فقلت أن الإسلام يعودنا النظام فى كل شئ كالاصطفاف وتسوية الصف عند الصلاة، واحترام مواعيد الصلاة والصيام حتى أن الثوانى تحدث فرقاً، ثم توقفت عن الحوار وأنا أضحك قائلة أننى لا أريد مزيداً من “حرقة الدم” !

لماذا لا تحدث العبادات أثرها المرجوّ منها فينا (ولا أنزه نفسى عن ذلك)؟ هل لأننا أصبحنا نؤديها على سبيل العادة؟ هل لأننا لا نتفكر فى الحكمة منها؟ هل لأننا نظن خطأً أن الإسلام ليس إلا طقوساً وشعائر وننسى قول النبى (صلى الله عليه وسلم): “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”، وننسى أن الإسلام هو أسلوب حياة ينبغى أن يتغلغل فى كل تفاصيل حياتنا؟

ومع هذا ليست الصورة قاتمة، فهناك من الناس من لا يزالون يتمتعون بالأخلاق، وأنا هنا لا أتحدث عمن أعرفهم ولكنها لفتات لأناس لا أعرفهم ولا تربطنى بهم صلة فى المواصلات أو الأماكن العامة، ولأنقل إليكم بعضاً منها:

*لاحظت تزايداً فى قيام الرجال للنساء وكبار السن فى المواصلات العامة.

*ذات مرة ركبت المترو، ولم أجد مكاناً للجلوس على الكراسى فافترشت الأرض على “إسكتش” كنت اشتريته لأختى [وهذه ميزة أن يكون لك أخ أو أخت فى كليات فنون : ))) ] ففوجئت بفتاة فى مثل سنى تقوم لتجلسنى مكانها، فشكرتها رافضة أن أجلس مكانها ولكننى فى الحقيقة سعدت جداً بذوقها وتحليها بهذا الإيثار.

*أثناء زيارتى لأحد الأماكن الأثرية وقد حان وقت إغلاق المكان، جاء موظف يطلب من الزائرين الانصراف بذوق وحزم فى نفس الوقت، وقد رأى على الأرض زجاجة مياه فارغة لإحدى الزائرات فسألها ما إذا كانت هذه زجاجتها للفت نظرها بطريقة مهذبة وغير مباشرة إلى حمل زجاجتها معها وعدم تركها على الأرض هكذا. فتوجهت إليه مع رفاقى وحييناه على أدبه فى التعامل مع الناس من باب أن الكلمة الطيبة صدقة ولتشجيعه على الاستمرار فى هذا السلوك.

*أذكر عند عودتى من سفر فى يوم ما أننى استقللت “تاكسى” (أظن أنه لم يكن هناك “تاكسى” بعداد وقتها) إلى المنزل وأعطيته مبلغاً من المال، فوجدته من تلقاء نفسه يرد لى الباقى!

مع كل السلبيات التى نراها حولنا، مازالت هناك نقاط مضيئة علينا أن نراها ونستمتع بها حتى نستمد طاقة من التفاؤل والحماس تعيننا على مواصلة مشوار الإصلاح.

أحببته من أول نظرة ^-^

لست من الناس الذين يؤمنون بالحب من أول نظرة، يمكن أن أسميه قبولاً أو ارتياحاً لأن الحب – فى رأيى- ينمو مع العشرة والمواقف. ولكن يبدو أننى خالفت ما أؤمن به، ولكن أرجوكم لا تحدثونى عن ضرورة التكافؤ الاجتماعى والسن وما إلى ذلك. فهو “بتاع بلاط أد الدنيا” والفرق بينى وبينه فى السن ليس كبيراً جداً: حوالى 23 سنة فقط، لصالحى! أى أننى أكبره بحوالى 23 سنة!

يقول المثل الشعبى: “من عاشر القوم 40 يوماً صار مثلهم”. ويبدو أن احتكاكى الكثير بالأطفال طوال الخمس سنوات السابقة قد جعلتنى “طفولية”. فلو التقيت مع أناس فى مثل سنى ومعهم أطفال، فقد أترك الكبار وأظل أتحدث مع الأطفال وألعب معهم مع العلم بأننى كنت قبل 5 سنوات “أضرب لخمة” معهم! وعندما أقرأ كتاباً أو أحضر ندوة أو أشاهد برنامجاً … أجد عقلى يربط كل ذلك بالأطفال: كيف أوصل لهم هذه المعلومات الهامة؟ أو كيف أستفيد من هذه المعلومات والأفكار فى إعداد ورشى ودروسى؟ وما إلى ذلك، وعندما ألمس وجود مشكلة اجتماعية، أفكر فى تأثيرها على الجيل القادم وكيف يمكن أن يكونوا أفضل منا وحالهم أسعد من حالنا. المهنة تحكم بصحيح!

محمد هو ابن الأسطى المبلط الذى يقوم لنا بعمل فى منزلنا هذه الأيام، بصراحة الولد “زى العسل” ما شاء الله لا قوة إلا بالله. منذ بدأ المبلط العمل، ومحمد يأتى معه رغم أن سنه لا تتجاوز الأربع سنوات، وقد يتعب فينام ومع ذلك يأتى مع والده وعمه وابن عمه فى اليوم التالى. ومنذ أن رأيته فى أول يوم من أيام العمل وأنا أبتسم له كلما نظرت إليه، وهو يبادلنى الابتسامة فشعرت أنه طفل اجتماعى وليس خجولاً، وكنت أتحدث معه أحياناً حديثاً قليلاُ، ومما أضحكنى جداً فى حديثه قوله لى أنه “يشتغل” وعندما سألته عن عمله قال: “بتاع بلاط”. ومما أضحكنى أيضاً أننى سألته: “أنت عندك كام سنة؟” فقال: “6” فقلت له: “لا، أنت أصغر من كده” فقال: “لا، أنا كبير، أنا باشيل بلاطتين!”

واليوم ظللت ألعب معه حوالى ساعة كاملة كنت مستمتعة جداً خلالها. اللعب مع الأطفال من الأشياء التى تخرج الإنسان من همومه ومشاكله وضغوطه وتجدد نشاطه. كان محمد يختبئ خلف المكتب ثم يخرج لى مرة من يمينه ومرة من يساره ومرة من فوقه ومرة من تحته وهو يقول “بخ” وأنا أضحك وأتظاهر بالخضة! (نفسى أعرف سر إعجاب الأطفال بهذه اللعبة هذا الإعجاب الشديد لأنى لاحظت ذلك مع أكثر من طفل!) وظل يكرر نفس اللعبة حتى شعرت بالدوخة من كثرة تحريك رأسى معه فى كل الاتجاهات! (ونفسى أعرف أيضاً سر حب الأطفال لتكرار اللعبة مرات ومرات باستمتاع شديد وكأنهم يلعبونها لأول مرة بينما تكون أنت قد مللت وشبعت مللاً!) فقلت لنفسى: فلتلعبى معه لعبة أخرى، ومن حسن الحظ أننى كنت فى نفس اليوم أعد بعض الأنشطة عن تنمية التفكير الابتكارى. فقلت: فلأجربها معه. فطلبت منه تقليد السمكة وهى تعوم فى الماء، فظل يزحف على الأرض ولعب دور سمكة القرش التى صادقتها وأطعمتها حتى لا تأكلنى، وقلد قفزة الضفدع، والرجل العنكبوت و…الخ.

ولعبت معه لعبة أخرى. قلت له: “شايف ورقة الجورنال اللى على الترابيزة دى؟” فأومأ برأسه أن نعم، فسألته: “لو قلت لك شيلها من على الترابيزة دى وحطها على الترابيزة التانية، هتشيلها إزاى؟” فقال: “بإيدىّ” فقلت له: “لا، أنا عاوزة طرق تانية جديدة” فسكت وأخذ يفكر وأتى بعدة إجابات أذهلنى أن طفلاً فى سنه يأتى بها. هل تريدون أن تعرفوها؟ لا لن أخبركم الآن حتى تفكروا دون أن تقتبسوا منها D:

ما العلاقة بين أن العلم نور والدادة دودي؟!

صحيح العلم نور.. أيوه والله !

منذ أسبوع أو اثنين، وقناة ميلودي تنوه عن إذاعتها فيلم “الدادة دودي”. وقد قررت وقتها أن أشاهد الفيلم، رغم أني لا أتابع الأفلام ولا أستمتع كثيراً برؤيتها والحمد لله (أيوه الحمد لله طبعا لما نشاهده في هذا الزمن من أفلام لا تستحق المشاهدة!) المهم.. مرت الأيام، وحان وقت إذاعة الفيلم. وكنت أنا في غرفتي مع رفيقي اللاب توب منهمكة في القيام بعمل ما، فجاءتني أمي تخبرني أن الفيلم بدأ. ترددت في الخروج، ولكني قررت المشاهدة.

ولعلكم تتساءلون الآن: لماذا عصرت علي نفسي “لمونة” و”جيت علي نفسي” وشاهدت الفيلم؟ ولعلكم تتساءلون أيضاً: ما علاقة الدادة دودى بأن العلم نور (وهي الجملة التي استهللت بها مقالي)؟

وهأنذا “جاية لكم في الكلام”.

أنا قررت مشاهدة الفيلم لأنني متوقعة أن هذا الفيلم يحظي بنسبة مشاهدة عالية من الأطفال. وماذا يعنيني في ذلك؟ ما يعنيني هو أنني مدربة أطفال، ومؤلفة قصص وكتب أطفال. ولكي أتواصل معهم بنجاح، عليّ أن أعايش عالمهم وأتعرف علي ما يتعرضون له حتي يمكنني توجيههم. هذا إجابة علي السؤال الأول.

أما إجابة علي السؤال الثاني هو أنني كنت في صباح اليوم الذي شاهدت فيه الفيلم، كنت أقرأ في كتاب “تنمية عادة القراءة عند الأطفال” للكاتب يعقوب الشاروني. قراءتي للكتاب ساعدتني علي الانتباه إلي بعض الأخطاء التي يقع فيها مؤلفو القصص التي يتعرض لها الأطفال سواء من خلال الكتب أو الأفلام التليفزيونية والسينمائية.

وقد أخذت علي الفيلم بعض المآخذ، منها:

  • أبطال الفيلم من الأطفال يقومون بمقالب من أول الفيلم إلي آخره.
  • كيف يتعامل الأب (الذي هو لواء شرطة) مع كل هذه المقالب؟ إنه يتعامل مع بعضها بسذاجة.. ومع بعضها يكتفي بالصوت العالي.. ولكنه لا يؤدبهم من خلال تحميلهم مسئولية تصرفاتهم.
  • في أحد مشاهد الفيلم قيد الأطفال الدادة دودى بحبل، وأوقفوها هكذا وهم يأكلون، وأخذوا يلقون عليها فضلات الطعام. لقد استأت بشدة من هذا المشهد حقيقة لما فيه من إهانة لإنسان، وأكبر منهم سناً، وكذلك للطعام.
  • في بعض المشاهد، كانت الدادة تتحدث مع الأطفال بطريقة “العربجية” أو ما يشبه “الردح” (آل يعني العيال ناقصين يسمعوا الكلام ده في الأفلام كمان!)
  • هناك الكثير من المشاهد التي لا يصح أن يراها الكبار فضلاً عن أن يراها الأطفال!
  • آه وآه من هذا المشهد… أحد الأطفال خرب بعض أجهزة الحاسب الآلي بالمدرسة تكلفتها 5 آلاف جنيه، وطلب الناظر مقابلة الوالد. طبعا الولد خائف (آل يعني عامل حاسب لأبوه!).. المهم تقمصت الدادة دودى دور الجدة، وتمكنت من أخذ هذا المبلغ من الأب (لا أدري كيف!) وذهبت مع الولد إلي الناظر، وأعطته المال، فأخبرها أن الأدب هو الأهم، وليس المال. فأخذته الجدة وقالت له: “يعني مش عاوز الفلوس؟” فأخذها منها بسرعة، وفي لمح البصر نسي الأدب الذي كان يتحدث منذ لحظات! ولا حول ولا قوة إلا بالله. وفجأة أخذت الجدة تغني وترقص (بشكل غير لائق صراحة) في المدرسة وفوق الأوتوبيس، وتجمع حولها تلاميذ المدرسة!
  • في حفل عيد ميلاد ابن جيران الأطفال، ظهرت مني زكي بشخصها الحقيقي في الفيلم. وفجأة تجمع كل الأطفال (الذين كان عددهم كبيراً) حولها، وفي لحظات انقلب الحفل إلي ضرب، وأشياء تُقذَف. ما سبب ظهور مني زكي؟ هل ليكتب علي الأفيش “ضيفة شرف: مني زكي”؟ أم أنه من باب اختلاق الأسباب التي تثير الشغب في الفيلم؟
  • عندما كان يتشاجر الأطفال مع زملائهم في المدرسة، كان كل طفل يجمع أنصاره، وفي لحظات تقوم معركة! ملحوظة: هذا يحدث في المدرسة.. ملحوظة ثانية: المدرسة بها مدرسون… ملحوظة ثالثة: المدرسون من واجبهم حفظ النظام!

هذا عينة مما يشاهده جيل المستقبل، ولا حول ولا قوة إلا بالله… هذه هي القيم التي تُنقَل إليهم: المقالب وسيلة لإثارة الضحك، والبطولة، ودليل علي الذكاء… التفكير غير المنطقي… صوت المال يعلو… خذ حقك بذراعك… هذا غير أنه يفتح عيونهم علي أشياء يستحي منها الكبار (ممن لايزال لديهم حياء!)

ورغم كل هذه المآخذ، فإن الفيلم يتميز بشيئين يحبهما الأطفال، وهما: المرح والفكاهة، والمغامرة. وهذه المعلومة اكتسبتها أيضاً من الكتاب.

أقل لكم أن العلم نور؟ وهذه هي العلاقة بين مقولة “العلم نور” والدادة دودي.. وهذا هو الإبداع: أن تربط بين أشياء لا علاقة لها ببعض 🙂

المرجع: كتاب “تنمية عادة القراءة عند الأطفال” ليعقوب الشاروني- المقال من إعداد هدي الرافعي

المدارس لا تربية وتعليم، ولا تهذيب وإصلاح!

وعدتكم في نهاية المقال السابق “المهم أن تعثر علي المفتاح” أن أحكي لكم عن المناقشة التي دارت بيني وبين بعض التلاميذ الذين التقيت بهم في عملي.

لقد كانت المناقشة عن المدارس وما يحدث بالمدارس. وما أدراكم كا يحدث بالمدارس! بصراحة، المدارس الآن – للأسف – أصبحت مصدراً للأمراض النفسية، والقيم السلبية، والشخصيات الجبانة المُهانة. بصراحة، الطلاب لهم كل الحق في ألا يحبوا المدارس، بل يكرهوها. فالـ”مدرسون” (ولا أعمم طبعاً) يضربون الأطفال بوحشية، فواحد يطلب من تلامذته أن يحضر كل منهم العصا التي سُضرَب بها! ما هذه الإهانة؟! وآخر يضربهم بالخرطوم وبسلك الكهرباء! وآخر يخبط رأس التلميذ في الحائط! والله لا أصدق نفسي.. هل هؤلاء بنوآدم؟ أين قلوبهم؟ أين مشاعرهم؟ أين ضمائرهم؟ ولماذا كل هذا الضرب أو التعذيب؟ لأن التلميذ نسي شيئاً، أو التفت إلي زميله يستعير منه قلماً، أو لم يعرف الإجابة علي سؤال وجهه له “المدرس”.

“وإذا لم يكن معكِ عصا في الفصل فبمَ تضربين؟” سؤال وجهه لي أحد الأولاد ثم أجاب عليه: يصفعهم علي وجوههم، فيأمرهم “المدرس” عندما يدخل إلي الفصل أن يعد كل منهم وجهه ثم يمر هو يصفعهم علي وجوههم!!!!!

هذا الوجه القبيح الذي يظهر من بعض “المدرسين” ينقلب إلي آخر معاكس تماماً عند وجود موجه مثلاً.

نسيت أقول لكم إن المدارس أصبحت أيضاً مصدراً للعاهات البدنية، فتلميذ تكسر ذراعه، وآخر لا يسمع بأذنه ثلاثة أيام من ضرب “المدرس”!

وأين مدير المدرسة؟ لا يفعل شيئاً!

ولا يقل أحد لي أن التلاميذ هم الذين يتصرفون بشكل يجلب عليهم هذه المعاملة من “المدرسين”.. مهما فعلوا، فإن لا شيء يبرر هذا التعذيب. ولو كان بعضهم يستحق الشدة، فمن المستحيل أن يستحقوها كلهم!

لا ينجو من هذا العذاب إلا من كان أحد أبويه مدرساً بالمدرسة، وهذا شيء يفهمه الأطفال جيداً. تخيلوا أن طفلاً بالصف الثاني الابتدائي يفهم أنه لا يضرب لأن أبه مدرسا بالمدرسة!

أما عن الشرح والدروس الخصوصية، فحث ولا حرج: “المدرسون” لا يشرحون، ويتلككون حتي لا يشرحوا.. فإن سأل طالباً سؤالاً ولم يستطع الإجابة قرر عدم شرح الدرس للفصل كله!

ويضغطون علي التلاميذ ويضطهدونهم حتي يأخذوا دروساً عندهم. والتلاميذ يضطرون لذلك حتي ينجوا من طائلة “المدرسين”. إحدي البنات حكت لي أن “مدرسا” كان قد أعطاها هي وصديقتها صفراً في أعمال السنة، وعندما أخذتا معه درساً رفع لهما الدرجات!

ودرجات الاختبارات الشفوي يتم وضعها بدون امتحانات أصلاً!

ولا حول ولا قوة إلا بالله… إنا لله وإنا إليه راجعون.. ألستم معي أن إغلاق المدارس أفضل من استمرارها علي هذا الحال؟!

ملحوظة هامة: لا أعمم كل ما ذكرت علي كل المدرسين، فمؤكد أن من المدرسين من لا يرضون عن ذلك ويتصرفون بأسلوب سليم.

المهم أن تعثر علي المفتاح

لطبيعة عملي كمدربة أطفال يرد عليّ كل يوم أطفال مختلفو الأعمار والشخصيات، أري منهم الهاديء والثرثار، المتعاون والأناني، الناضج (بالنسبة لسنه) وصغير العقل، …الخ.

ومنذ أيام قلائل، التقيت بطفل في الصف السادس الابتدائي خفيف الظل، اجتماعي ولكنه كثير الكلام وبدون إذن مما يتسبب في تضييع الوقت وتشتيت المجموعة. والحمد لله الذي وفقني أن أتعامل معه بأسلوب سليم، فلم أنهره أو أطلب منه الجلوس صامتاً هادئاً فحسب، بل أعطيته بعض الأدوار التي تتيح له الفرصة للكلام بما يخدم اللعبة… ولكني عندما وجدته مستمراً في الحركة والكلام الكثيرين، قلت له أنني أري فيه شخصية قيادية خفيفة الظل، ونريد أن نوظف هذه الإمكانيات بما يخدم اللعبة لا بما يعطلها. وقد استجاب الولد، وسعدتُّ أنا بذلك جداً.

هموم الصغار

وفي الفسحة جاءني هذا الولد، وكنت أتحدث مع بعض الأطفال الآخرين، فجلس بجواري واشترك معنا في الحديث، ثم أخبرني أن لديه مشكلة وأنه يريد أن يحكيها لي. فقمت معه وجلسنا في مكان آخر حتي يتحدث علي راحته.

ماذا كانت المشكلة؟ هذا الولد يعيش مع أبيه وزوجة أبيه بعد طلاق أبويه منذ سنوات طويلة جداً. وله شقيقتان إحداهما تعيش معه والأخري تعيش مع أمه، وله أخت من الأب تعيش معه أيضاً. وكانت المسألة التي يستشيرني فيها هي أنه سمع زوجة أبيه تسب أباه، وقد سمعها الولد ولكنه كان يدعي أنه نائم. ويسألني هل يخبر أباه بذلك. فنصحته بألا يفعل لأن ذلك يسمي نميمة، ولأنها ستعرف أنه هو الذي نقل الكلام فتؤذيه، ولأن ذلك سيؤدي إلي قيام شجار في البيت ربما ينتهي إلي طلاق أبيه من زوجته، فأخبرني أنه بالفعل يتمني طلاقهما. فأكدت علي السببين الآخرين وهي أن الله لا يرضي عن ذلك لأنه نميمة ولأنه سوف يعرض نفسه للأذي.

استطرد الولد يحكي عن معاناته من سوء معاملة زوجة الأب، وقيامها بضربه، وهو يخاف أن يخبر أباه حتي لا تضربه ثانية، لأن الأب خارج المنزل معظم الوقت. سألته عن أمه فقال أنه لا يراها إلا كل سنة، تقريباً لا يراها إلا في أجازة الصيف وأنه يكون سعيداً جداً عندما يذهب إليها. أبديت له تعاطفي (وهو تعاطف حقيقي طبعاً) ونصحته بأن يكون قويا، فلا يدع هذه المشاكل تؤثر عليه بل يتخذها تحدياً فيصر علي النجاح.. وأن يكون له أهداف، وأن يجتهد في مذاكرته ويتفوق… وأن يحسن معاملة أبيه، ويدعو له ولأمه، وأن يتحمل زوجة أبيه. وأول ما نصحته به أن يدعو الله وأن يلجأ إليه دائماً.

لم يستغرق هذا الحوار إلا حوالي 10 دقائق، وكان لابد أن أنهيه لأن وقت الفسحة كان قد انتهي وكان علينا أن نستأنف الورشة. فلم يكن هناك وقت لأتحدث معه أكثر ولم يخطر ببالي وقتها أكثر مما قلته له. ولكني الآن أريد أن أضيف إلي نصيحتي له أن يحرص علي كسب حب إخوته خاصة أخته من أبيه لأنها أكبر منه، ولعلها تستطيع حمايته من أمها. أريد أيضاً أن أضرب له أمثلة بشخصيات نجحت رغم ما واجهها من معوقات ليجد فيها القدوة. عدنا بعد ذلك لنستكمل باقي برنامج اليوم، وطبعا كان حريصاً علي إرضائي ومساعدتي.

وبعد أن انتهي اليوم وحان موعد انصرافه من المكان ظل يلوح لي إلي أن اختفيت عن ناظريه.

لم أتأثر يوماً بمثل تأثري بمشكلة هذا الطفل الجميل. لا أدري لماذا. ربما لأنني قد لا أراه مرة أخري ولن أتمكن من الاطمئنان عليه… أو ربما لأنه أبدي حبه لي… أو ربما لأنني متأثرة بافتقاده للحنان ولمن ينصحه.

قولوا لي بالله عليكم… إلي من يلجأ هذا الطفل وأمثاله عندما يتعرضون لمشكلة؟ عندما تفتقر البيوت إلي الدفء والحنان… عندما يتعرضون للضرب والإهانات البدنية واللفظية من المعلمين في المدارس… وهم أطفال بحاجة إلي مساندة الكبار ودعمهم لأنهم مازالوا بعد لا يستطيعون الاعتماد علي أنفسهم بشكل كبير. ولهذا لا عجب أن نري حالات انتحار بين الأطفال! إنهم يتعرضون لضغوط من أقرب الناس إليهم ولا يجدون ما يحتاجونه من حنان ودعم. وجدتها…

خاطرة غيرت تفكيري!

هذا الموقف (ومؤكد مع غيره) جعلني أشعر أن لكل طفل مفتاحاً إذا وجدته فستنجح في التعامل معه، وربما لا تجد الاستجابة المرغوبة من الطفل فقط لأنك لم تعثر علي مفتاحه بعد. هذه الفكرة أشعر أنها أحدثت نقلة في أسلوب تفكيري وتعاملي مع الأطفال لأنها لفتت انتباهي إلي أن الرفق والحنان هما الأساس، والشدة هي الاستثناء… وإلي أن شقاوة الطفل لا تعني بالضرورة أنه يتعمد مضايقتك.

لا أجد المفتاح 😦

وقد استفدت من هذا في اليوم التالي. فقد كان من نصيبي مجموعة من الأولاد والبنات المراهقين بالصف الثاني الإعدادي. فقد ظللت النصف الأول من اليوم لا أجد منهم الاستجابة المرجوة، بل أشعر أنهم يحسون بالملل. في الأحوال العادية، ربما كنت فقدت الثقة بنفسي، وربما كنت وجدت نفسي غير مقبلة علي التعامل معهم بقلب منشرح… ولكنني ذكرت نفسي بأنني فقط أحتاج إلي البحث عن مفاتيحهم.

عثرت علي المفتاح 🙂

وحدث ما توقعت، فقد توقعت أن تعجبهم آخر لعبة لأن بها جزءً يتحدثون فيه عن مشكلاتهم. وفعلاً اندمج الجميع وشاركوا في المناقشة، وعندما سألتهم عن أكثر شيء أعجبهم في اليوم أخبروني أن المناقشة هي أكثر شيء أعجبهم.

عن أي شيء كانت المناقشة يا تري؟؟

للحديث بقية.

في زمن المتناقضات عايشين

في زمن المتناقضات بئينا عايشين

ناس يقولوا متدينين وتسمعهم بيسبوا الدين

في العربيات يشغلوا قرآن

بصوت عاااالي يخرم الودان

وكأنهم بكده عملوا اللي عليهم أمام الرحمن!

واتفرج علي أخلاقهم أبعد ما تكون عن القرآن

يعني عادي ممكن يجيبوا في سيرة فلان أو علان

تلاقيه بيسمع في خطبة وعلي الناس يغلي الأجرة

هو احنا مش شعب واحد يعني بعضنا ببعض؟

طب ليه مش حاسين ببعض؟

وليه قلبنا مش علي بعض؟

***

ناس عندهم الدين طقوس وأوراد وعبادات

حصروا الدين في الشكليات

مع أن نبينا بُعِث عشان يتمم مكارم الأخلاقيات

حتي الصغيرين لما تسألهم إزاي ربنا يحبنا؟

يقولوا: نصلي علي رسولنا وكمان نصلي السنة

كلام جميل لكن مش هو ده بس ديننا

***

نقول لولادنا: العري حرام

واللي بالي بالكم شغالين مهرجان ورا مهرجان

السينمائي الدولي وكمان كان

وطاحنينهم في المذاكرة طوال العام

واللي بيتكرموا ويتلمعوا للأسف هم العوالم

وكل فين وفين لما نكرم عالم!

وهم اللي بيطلعوا باردوا في الإعلانات

عشان هم اللي بيزودوا للإعلان المشاهَدات

مش عاوزين ولادنا ياخدوا الناس دول قدوات

مع إننا قاعدين طول اليوم قصاد المسلسلات!

وهم باردو اللي بيطلعوا في الحوارات

وهم باردو اللي صورهم متعلقة علي محلات النظارات

ويا خوفي لاينزلوا يوم من الحنفيات!

***

عاوزين ولادنا ميكدبوش علينا

واحنا نازلين كدب علي بعضينا

ونقول لولادنا: حاضر عشان من زنهم نستريح

وزي ما المثل قال: كلمة حاضر تريح

نقول لولادنا: الصوت مايعلاش

واحنا صوتنا مابيوطاش

عايزينهم يبئوا بينا بارين

طب احنا اديناهم حنان؟

عايزين ولادنا ناجحين

وبعدين نقول لهم: يا فاشلين!

عايزينهم يبأوا أذكياء

واحنا بنقول لهم: يا أغبياء!

***

ولو كل واحد بص في نفسه هيلاقي كتير متناقضات

وفي الآخر أقول: الإصلاح يبدأ دائماً من الذات

الأنماط المزاجية للأطفال والمراهقين

يولد الأطفال بمزاجهم الخاص، أي بنمط سلوكي معين تجاه الناس، والأماكن والمثيرات.

مثال: قد تولد بنت ونمطها أنها تصرخ بمجرد رؤية شخص غريب. عندما تكبر، قد تأخذ نمط أن تكون منعزلة عن الناس، وقد تأخذ نمط أن تكون ودوة مع الناس. التربية هي التي تحدد.

تماما كالنول: الأساس موجود، وهو الإطار الخشبي والمسامير (الذي يرمز إلي مزاج أبنائنا) ومستخدم النول هو الذي يحدد ما الذي سينتجه من هذا النول (سجادة، مفرش، … الخ.)

المزاج والشخصية:

· المزاج: ثابت يولد به الطفل

· الشخصية = المزاج + خبرات الحياة

· الهدف من فهم الأنماط المزاجية هو تقبل الأنماط وتعديلها لتصبح أكثر تواؤما.

·  مثالك إذا كان ابني لا يطيق الحر، فإن فهمي للأنماط المزاجية يجعلني أفهم أن هذا نمط مزاجي علي تقبله وعدم اعتباره “مياعة.” وفي نفس الوقت، أحاول تعليمه أن يتحمل الحر لأنه سيصوم، ويخرج، ويعمل في الحر. مع المران، سيصبح ابني أكثر قدرة علي تحمل الحر، ولكنه يفضل الجو المعتدل.

الخصائص المزاجية:

هناك 9 عناصر لقياس الأنماط المزاجية، توليفة هذه العناصر مع بعضها تختلف من شخص لآخر لتكون النمط المزاجي المميز لكل شخص.

الخصائص المزاجية:

مستوي النشاط:

هو مستوي النشاط ومقداره مقارنة بفترات الراحة

الاستدامة:

القدرة علي توقع الوظائف البيولوجية (الجوع، النوم، قضاء الحاجة، … الخ.). فالبعض منضبط في مواعيد هذه الوظائف والبعض غير منتظم فيها.

المبادأة/الانسحاب:

· هو رد فعله الأولي تجاه المثيرات الجديدة من أشياء وأشخاص: هل لو رأي شيئا/شخصا يرقب من بعيد ولا يقترب؟ أم يراقب ثم يقترب؟ أم يقترب فورا؟

· قد يكون الشخص مبادئا في مساحة الأشياء والأماكن أكثر من الناس أو العكس.

الشدة / الحدة:

هل يظهر انزعاجه / سعادته بشكل قوي ومثير أم يظل هادئا؟

العتبة الحسية:

· هي القدر الأدني من المثيرات الذي يحث الحواس علي العمل

· تشمل: الصوت، الضوء، المذاق، الملمس، تغيرات الجو (الحرارة والبرودة)

· أمثلة:

  • البعض ينزعج من الأصوات العالية بدرجة أعلي من غيره
  • الملامس: البعض يتضايق من التيكيت الموجود في الملابس بدرجة أعلي من غيره

المواءمة:

· هي :

  • مدي سهولة تغيير سلوك ما من سلبي إلي إيجابي
  • مدي سهولة تواؤم الطفل مع التغيرات والانتقالات.

· مثال:

هناك الطفل لا يمثل له الانتقال من مدرسة إلي أخري مشكلة كبيرة، حيث سرعان ما يتكيف مع الوضع الجديد. وهناك طفل يمثل نقله من مدرسة لأخري زعزعة للأمان عنده.

· ولذلك، لو كانت قدرة ابنك/بنتك علي المواءمة منخفضة لا تعرضيه لكثيرمن التغييرات الجديدة دفعة واحدة.

· معرفة قدرة ابنك علي المواءمة تفيدك في تهيئة طفلك للتغيير.

· يدخل هنا تعدد وتكرار أسئلة الطفل عند الانتقال إلي مكان جديد. وأسئلة الأطفال المتكررة لها أسباب مختلفة، منها: التيقن من صدق المعلومة، المعرفة، الاطمئنان.

  • عندما يكرر الطفل السؤال بغرض الاطمئنان، يكون قلقا، ولكنه لا يعرف تحديدا ما الذي يقلقه. لذلك، يكرر السؤال في الموضوع الذي يقلقه ربما تقال كلمة تطمئنه وتهديء قلقه.
  • من الحكمة إعطاء الطفل قدر من المعلومات، وفي نفس الوقت تهيئته لقدر من الإبهام.

التشتت:

· هو مدي جذب المثيرات الخارجية للانتباه بعيدا عن السلوك المستمر

· ألعاب الكمبيوتر والـPlay station لا تستخدم مطلقا للحكم علي التركيز لأنها تحتوي علي قدر كبير من المثيرات التي تستحوذ علي كل الانتباه، وهذا معناه ألا تبني حكمك بأن تركيز ابنك عال لأنه عالي التركيز أثناء اللعب علي الكمبيوتر.

· ماذا لو كان ابنك يذاكر وهو يشغل الموسيقي مثلا؟

المعيار بإنجاز المهام، إلا أن ذلك له حدود حيث يجب أن يعتاد أن يذاكر بعض الوقت بدون موسيقي لأن هناك أوقات كالامتحان مثلا لن يسمج فيها بتشغيل الموسيقي.

· ليس التشتت شيئا سيئا دائما، فكما قلنا المعيار بإنجاز المهام، بل إن التششت بتهذيبه قد يساعد علي الإبداع لأن الإبداع يقوم علي الربط بين أشياء مختلفة.

المثابرة:

· طول الوقت الذي يستمر فيه الطفل في عمله ونشاطه في مواجهة الصعاب.

· مثال:

يظهر ذلك مع الطفل الصغير الذي يحاول ربط الحذاء أو نشر قطعة من الملابس، فيظل يحاول حتي ينجح.

· قد يكون الطفل مثابرا في شيء أكثر من غيره، ويحدد النمط المزاجي بنمطه العام أي تصرفه في أغلب المواقف

· يدخل في المثابرة مدي سهولة إلهاء الطفل بشيء غير الذي كان في يديه. فالذي يتمسك بما كان معه لديه قدر عال من المثابرة، وهذا ما نطلق عليه عنادا، والعناد مطلوب بقدر ما بشرط تهذيبه وحينذاك نسميه مثابرة التي هي ضرورية ليحقق الإنسان أهدافه ويدافع عن حقوقه.

الـMood:

· الميل للتفاعل مع العالم بطريقة إيجابية أو سلبية

· كم السلوك اللطيف في مقابل السلوك غير اللطيف

ملاحظات هامة:

· ليس لأحد نمط ثابت طوال الوقت

· السلوك هو ما يدرك بالحواس

· كتاب يوصي بقراءته: حكايات كفاح، للمؤلف: كفاح فياض، جرير

المصدر: محاضرة لأستاذة/ نيفين عبد الله مديرة مركزأجيال للاستشارات