ينجو من محاولة انتحار فيقرر الذهاب إلى مصحة نفسية. ويبدأ علاجه فى جلسات فردية مع الطبيب وجلسات علاجية جماعية مع غيره من المرضى، ولكن كل هذا لا يساهم فى علاج بطل الفيلم “هنتر آدمز” أو كما أطلق عليه المرضى “باتش آدمز”، فالطبيب يقوم بعمله بطريقة آلية تخلو من أى نوع من التفاهم الإنسانى. فى هذه الفترة التى يقضيها “باتش” فى المصحة يقيم علاقات مع المرضى، ويكتشف أن السبيل إلى التغلب على كل آلامه هو فى مساعدة الآخرين.
فى المصحة النفسية تحدث الكثير من المواقف الطريفة والعميقة فى معناها فى نفس الوقت:
- فهناك مشهد الطبيب أثناء جلسة المشورة مع “باتش” وهو يضبط كوب الشاى بوضع السكر واللبن ثم التذوق ثم إضافة المزيد، كل هذا والمريض “باتش” يتكلم! ثم يختتم الجلسة بمنتهى البرود الذى يدل على أنه لم يستمع حقاً لما قاله “باتش”.
- وهناك مشهد “باتش” عندما يدخل على أحد المرضى (الذى فيما أعتقد لديه جنون العظمة) فى غرفته وهو يكتب ويضع بجواره كوباً من الشاى قد أصاب خرق فأخذ الشاى يتسرب منه. لاحظ “باتش” ذلك فقام فى صمت بلصق Patch أو رقعة على مكان الخرق فتوقف تسرب الشاى من الكوب، وهنا تغيرت معاملة المريض لـ”باتش” تماماً، فقد استطاع بتصرف صغير جداً أن يعبر عن اهتمامه الصادق به، وكان هذا الجسر الذى عبر عليه إليه.
- أما المشهد الثالث والذى أعجبنى جداً فأترككم تشاهدونه بأنفسكم على هذا الرابط:
http://www.youtube.com/watch?v=WfGHIl4rHw4 (لم أستطع أن أجده مترجماً للأسف)
يقرر “باتش” الخروج من المصحة ويلتحق بكلية الطب ليقوم برسالته فى مساعدة الآخرين. وينظر “باتش” إلى مهنة الطبيب بشكل مختلف حيث يركز على الجانب الإنسانى ويعامل المرضى كبشر وليس كحالات، ويفعل فى سبيل ذلك أشياء مضحكة أحياناً وغريبة أحياناً ورقيقة أحياناً، وهى فى جميع الحالات غير تقليدية بالنسبة لأساتذته وزملائه. ويتمسك “باتش” برأيه وأسلوبه ويخوض فى سبيلهما الكثير من الصراعات التى تنتهى بقرار أستاذه بفصله من الكلية بتهمة “السعادة المفرطة”! ويتقدم “باتش” بتظلم إلى جهة علمية أو طبية عليا (لا أذكر اسمها أو صفتها بالضبط) فتحكم ببقاء “باتش” فى الكلية.
الفيلم بشكل عام أعجبنى، وأعجبنى ما يوصله من معانٍ إنسانية وبطريقة فكاهية. ربما لم يعجبنى فيه ما شعرته من مثالية زتئدة فى شخصية “باتش”. كما أننى أيضاً لم أقتنع تماماً بفكرة أن مساعدة الآخرين يمكن أن تكون هى العلاج “الوحيد” لمن يعانون من ضغوط ومتاعب نفسية كبيرة. ففى رأيى، والذى قد أكون مخطئة فيه، أننا بغير استكشاف عميق ومواجهة صادق مع ما يؤلمنا حقاً فإن مساعدة الآخرين “وحدها” تصبح هرباً وربما تضر بنا وبمن نساعدهم!