كانت واحدة من أقوى أماني “ذات” إنها تجدد الحمام، خاصة بعد ما زارت صاحبتها “منال” وشافت حمامها جميل إزاي. يمكن عندها حق شوية خاصة إن سباكة حمامها كانت بايظة ومبهدلة حمام جيرانهم اللي تحتهم. بس اللي لفت نظري إن تعاملها مع الموضوع كان مبالغ فيه شوية، يعني كل شوية تعيط لجوزها عشان يجددوا الحمام، تحلم بتجديد الحمام وتصحى من النوم مفزوعة بسبب كابوس شافته عن الموضوع ده!
قالت جملة لجوزها خلتني أشوف الموضوع من زاوية تانية وأتعاطف معاها شوية “أنا عمري كله باقضيه في المطبخ والحمام من ساعة ما بارجع من الشغل، يا باطبخ يا باغسل” فمن حقها يعني إنها تقضي وقتها في مكان كويس.
لكن برضه مش أقدر أبلع ردود أفعالها المبالغ فيها دي للآخر. لكن نقدر نبلعه لو فهمنا هي ليه في الحقيقة بتعمل كده.
الحقيقة إن “ذات” مش راضية عن حياتها ولا عن نفسها، حياتها بهتانة وماسخة. اتعرضت لإساءات كتيرة في طفولتها وفي حياتها سايبة أثر في شخصيتها وفي صورتها أمام نفسها. ده بالإضافة إلى إنها لما وافقت على جوزها ساعة ما تقدم لها مش وافقت عن اقتناع بشخصيته أو عن حب له، وإنما عشان كل صاحباتها اللي في سنها اتجوزوا وهي خافت تعنس، وكمان كانت فرحانة بفكرة إنها عروسة ومخطوبة وكده. وطبعاً لما اتجوزت، زالت الغشاوة من على عينيها وبدأت تشوف بقى الحياة على حقيقتها بحلوها ومرها. بدأت سلبيات شخصية جوزها تبان أو نقدر نقول إن هي بدأت تشوفها. إلى جانب إنها اتعرضت للختان وهي صغيرة وطبعا ده مؤثر على علاقتها بزوجها.
الخلاصة إن هي عندها مشاكل كتيرة في حياتها وفي شخصيتها، ناتج عن المشاكل دي مشاعر سلبية كتيرة بس هي متجاهلاها أو بتنكرها أو كابتاها، مش متواجهة معاها يعني. فالمشاعر دي عاوزة تنفس عن نفسها بأي طريقة، فعشان كده بتظهر في مواقف مالهاش علاقة بمشاكلها الحقيقية وبشكل مبالغ فيه.
ولأن حياتها ككل مالهاش معنى، فبتحاول تلاقي المعنى ده في حاجات صغيرة زي مثلاً إنها تجدد الحمام، وبعده ما تحقق الهدف ده أكيد هيظهر هدف تاني من النوع ده، زي إنها تشتري غسالة فول أوتوكاتيك مثلاً، وهكذا.
أنا مش بانكر على حد إنه يحب يجدد في بيته أو يعيش في مكان جميل ونظيف، لكن أنا باتكلم على ردود أفعالها المبالغ فيها وعلى إن شغلنا الشاغل في الحياة يكون إننا مثلاً نجدد الحمام!